arablog.org

إعلام العفاريت في مصر

استضاف عمرو الليثي شابا يريد أن يتحول لفتاة، فرد وائل إبراشي بآخر، وقرر معتز الدمرداش الابتعاد عن تشابه الأفكار فاستضاف فتاة عاشرت أباها، فيما لا تزال ريهام سعيد تسير على خطى ثابتة في إنجاح منظومة إعلامية محترفة تخدم مصالح الناس «الملبوسة» بالجن والعفاريت.

تاجر مخدرات يظهر متنكرا في حلقة من برنامج مصر الجديدة على فضائية الحياة
تاجر مخدرات يظهر متنكرا في حلقة من برنامج مصر الجديدة على فضائية الحياة

 تلك الحقبة الزمنية في الحلقات لم تتجاوز شهرين على الأكثر في تتابع كأنه ممنهج، ليعود بنا الجدل مرة أخرى هل يلبس الإنسان جنا أم يلبس الجن إنسانا وهل التحول الجنسي حلال أم حرام وهل دخول الحمام زي خروجه أم لا؟!!.

 تلك هي قضايانا يا سادة، التي بحثوا عنها ولها، وتلك هي أزماتنا، التي نسعى لحلها، مصر الآن تصارع العفاريت !.

https://www.youtube.com/watch?v=GxsxdbTY04M

 لم يسأل إعلامييون الأسبوع الماضي لماذا افتتح رئيس الوزراء إبراهيم محلب مشروعات افتتحها من قبله مبارك في سوهاج، لماذا 86 % من الباحثين المصريين يرون أن المناخ التشريعي والمؤسسي في مصر لا يساعد على الابتكار والبحث، كيف منح المكتب الأمريكي لبراءات الاختراع والعلامات التجارية 858 براءة اختراع للمملكة العربية السعودية، في 2014، ولم تمنح مصر مثلها، لتحتل المملكة المرتبة 29 على مستوى العالم، ونحن مازلنا نبحث عن «العفريت».

 لم تبحث القنوات الفضائية عن مصطفى عثمان، أصغر عالم مصري في النانوتكنولوجي كيف سيفيد مصر، كذلك لم يسألوا محافظ القاهرة على أي أساس أغلقت مقهى «الملحدين»، وهل لنا بالأساس الحق في حساب الناس على ما يعتقدون من ديانات في بلد حرية الرأي والتعبير والقانون!.

 بعد 30 يونيو عام 2013 أغُلقت القنوات الدينية لاتهامات بنشر معلومات مضللة والتحريض على العنف، ووصفت الحكومة وقتها القرار بالاستثنائي لظروف البلاد الاستثنائية هي الأخرى، وقال حسام عيسى، وزير التعليم العالي ونائب رئيس الوزراء آنذاك، «بعض وسائل الإعلام تحولت للأسف للدعوة إلى الاقتتال وهذا بالطبع أمر غير طبيعي وكان لابد من تصحيحه خاصة نحن نعيش مرحلة استثنائية تستوعب القرارات الاستثنائية بل تستوجبها كضرورة للحفاظ على الإنسانية»!، ويبدو أننا لا نتذكر الإنسانية إلا ونحن نتكلم عن مصالحنا الذاتية.

 في 2007 تم إيقاف برنامج هالة سرحان بعد قيامها ببث حلقة من برنامجها على قناة روتانا عن «بائعات الهوى في مصر»، لأسباب تتعلق أيضا بالتضليل والاتفاق مع أشخاص للتمثيل بأنهم فتيات ليل، وتأتي إلينا الفضائيات الآن بالتسريبات وتجار المخدرات وأخيرًا في حلقة الموسم «الملبوسين» .

 التسلسل الزمني أقرب للممنهج يدفعنا للتساؤل هل هناك ما يجبر الفضائيات على تناول موضوعات بعينها أم أنهم أجاودا بالبعد عن السياسة فخابوا.

 طبق الفضائيات الذي يقدم الناس لا يدفعهم للتفاؤل سيدي الرئيس ولا لحب الوطن أو العمل من أجله لا يعطي لهم حلولا ولا أملا يدفعهم ببلع مُر الحياة اليومية بل يقدم لهم ما يجلب الهَم والحَزن بقصص خيالية ومفبركة!.

الأهلي المصري.. انتصارات لا تشبع

لم تكن كلمة الكاتب المسرحي الروماني تيرنتيوس “الحظ الجيد يحالف الشجعان” من قبيل الصدفة قبل ما يقرب من 195 عاما قبل الميلاد بل أنها أصبحت منهجا للموهوبين والمبدعين على مدار التاريخ، خاصة النادي الأهلي، صائد البطولات، نادي القرن الأفريقي وأكثر الأندية العالمية حائزا على بطولات دولية على مر التاريخ !.

ففي الوقت التي غابت فيه المنتخبات الوطنية لكرة القدم بكافة أعمارها منذ 2010 ، عن منصات التتويج كان الأهلي حاضرًا ببطولاته وانتصاراته، التي لا تشبع !.

حسام غالي كابتن النادي الأهلي  يرفع كأس الكونفدرالية الأفريقية
حسام غالي كابتن النادي الأهلي يرفع كأس الكونفدرالية الأفريقية

قلت وأكرر أن 4  سنوات مرت منذ عام 2010  لم يستطع الشعب المصري أن يتذوق إلا من فاكهة النادي الأهلي حيث حصل على بطولتي دوري أبطال أفريقيا عامي 2012، و2013، متأهلا لبطولة العام للأندية عامين متتالين، وكأس السوبر الأفريقي 2013، و2014،  بالإضافة إلى بطولة الدوري عام 2014، وكأس السوبر المصري، وآخرًا وليس أخيرًا كأس الكونفدرالية الأفريقية، التي جاءت كأغلى البطولات بعد اقتناص اللقب في الدقيقة السادسة من الوقت بدل من الضائع قبل صافرة النهاية ببضع ثوان، لتعيد لأذهاننا هدف الساحر أبوتريكة في رادس بنهائي أبطال أفريقيا، وكذلك كأول الأندية المصرية التي تحصد تلك البطولة في نسختها الحالية.

دولاب النادي الأهلي الذي لا يعرف سوى الأرقام القياسية هو الوحيد من بين الأندية المصرية والعربية الذي حصل على الترتيب رقم واحد على مستوى العالم في التصنيف الشهري للاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم عن شهر يونيو 2006 ويوليو 2007.

ولعب 55 مباراة متتالية دون أي هزيمة في البطولات الدولية والمحلية على مدار 17 شهرًا وكسر بذلك الرقم القياسي المسجل باسم نادي توتنهام الإنجليزي، وصل إلى بطولة كأس العالم للأندية 5 مرات، وهو رقم انفرد به النادي الأهلي المصري ولم يصل إليه أي نادي في العالم حتى الآن.

لم تغب الشبكات الاجتماعية، الممثل الجماهيري للإنترنت، عن المشهد، فغردت على مدار يومين تحت عنوان “#الكونفدرالية_يا_اهلي” طالبة من النادي المصري اقتناص البطولة، رغم كل ما يعانيه الفريق من نقص عددي وإصابات بالجملة إلا أن الجماهير الوفية تعرف أن “الأهلي بمن حضر”، تلك الجماهير وعلى رأسها رابطة المشجعين “ألتراس أهلاوي” عانت ولا زالت تعاني من هجر المدرجات، مكانها الطبيعي لتشجيع كرة القدم،  مطالبة في افتتاحية المبارة النهائية أمس بـ 7 لغات وكأنها توجه رسالة للجميع “الكرة للجماهير”.

 ألتراس أهلاوي في نهائي كأس الكونفدرالية

تلك المباراة التي حضرها أكثر من 50 ألف متفرج، رغم أنه كان مسموحا بـ 30 ألف فقط، ربما تكون فاتحة خير وبدء عودة الجماهير المصرية إلى المدرجات مرة أخرى بعد غياب 4 سنوات، خاصة مع بزوغ نوايا طيبة من وزارة الداخلية بعد إرسالها شكرا لجماهير الألتراس الأهلاوية عن التشجيع المشرف في مباراة النهائي الأفريقي في لقطة لم نتعود عليها في علاقة “القط والفأر” بين الاثنين في السنوات الأخيرة.

براءة الجميع في قضية القرن .. قرار تاريخي في محاكمة “غير ثورية”

صباح يوم السبت 29 نوفمبر من عام 2014  قضى المستشار محمود الرشيدي رئيس محكمة الجنايات في القاهرة ببراءة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك من تهمة قتل المتظاهرين لعدم جواز الدعوى من الأساس. 

الاندهاش يسيطر على الجميع وفي الخلفية تلوح صورًا لجثث شهداء ثورة 25 يناير والقناصة أعلى الأسطح والمباني في ميدان التحرير، معاناة 3 سنوات من جلسات ومتابعات وشهادات تمر، مظاهرات تخلفها مظاهرات، وقفات تلو وقفات، المشاهد تمر أمام الجميع  يخرسها جميعا صوت القاضي المستشار محمود كامل الرشيدي بالحكم .

وفي عقل الجميع أيضا: “نحن في بلادنا نحترم القانون ولا نعقب على أحكامه”.

ظهر يوم 29 نوفمبر من عام 2014 أمام مستشفى المعادي العسكري بالمعادي مبارك يظهر محيا أنصاره بعد الحكم وهو نائم على سريره الطبي.

وأنهت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بأكاديمية الشرطة، برئاسة المستشار محمود كامل الرشيدي، صباح السبت، آخر جلساتها في قضية القرن، وحكمت بعدم جواز نظر الدعوى الجنائية ضد الرئيس الأسبق، محمد حسني مبارك، في اتهامه بقتل المتظاهرين أثناء ثورة 25 يناير، وانقضاء الدعوى لكل من المتهمين علاء وجمال مبارك في تلقي عطايا عبارة عن 5 فيلات.

وانقضاء الدعوى الجنائية في قضية رجل الأعمال الهارب، حسين سالم، في تلقي 5 فيلات كعطايا، وبراءة مبارك من تهمة تصدير الغاز لإسرائيل، وكذلك براءة وزير الداخلية الأسبق، اللواء حبيب العادلي، ومساعديه، اللواء عدلي فايد، المساعد الأول لوزير الداخلية لمصلحة الأمن العام السابق، واللواء أحمد رمزي، المساعد الأول لوزير الداخلية لقطاع الأمن المركزي السابق، واللواء إسماعيل الشاعر، مساعد الوزير، مدير أمن القاهرة السابق، واللواء أسامة المراسي، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن الجيزة السابق، واللواء عمر فرماوي، مساعد وزير الداخلية، واللواء حسن عبدالرحمن، مدير جهاز أمن الدولة السابق، من اتهامات بقتل المتظاهرين في أحداث ثورة 25 يناير.

حيثيات قرار المحكمة  

“تقصي حقائق فض اعتصام رابعة”: إدانة للجميع ..وبحث عدالة غائبة

كشف تقرير لجنة تقصي الحقائق المشكلة من جانب الحكومة المصرية، لكشف حقائق الأحداث التي وقعت قبل وخلال وبعد فترة أحداث 30 يونيو والتي عزل على إثر ثورة شعبية خلالها الرئيس السابق محمد مرسي، ما تسبب في حالة غضب عارمة اجتاحت أنصاره ومؤيدينه وجماعة الإخوان وحزبها، المنحل في وقت لاحق، “الحرية والعدالة” جعلتهم يعتصمون في ميداني النهضة بالجيزة ورابعة العدوية في مدينة نصر شرق العاصمة القاهرة.

وأدانت لجنة تقصي الحقائق كل من الشرطة فيما يمكن تلخيصه بالعنف المفرط وزيادة عدد الضحايا الذين سقطوا خلال أحداث فض الاعتصامين، كما أدانت اللجنة جماعة الإخوان وأنصارها في التعامل المسلح مع الأمن وتعطيل حياة المواطنين والتحريض على العنف.

والمثير أن التقرير حمّل  الجميع المسؤولية دون أن يضعها على طرف بعينه، الأمر الذي يصعب في تتبع الطرف المتهم أهو الحكومة أم الإخوان ؟!، ففي الوقت الذي أرضى فيه التقرير جميع الأطراف إلا أنه أغضبهم أيضا فيمن يتحمل المسؤولية ؟!

وأوصت لجنة تقصي حقائق أحداث 30 يونيو، الحكومة المصرية بتعويض كل الضحايا الذين سقطوا نتيجة الاشتباكات المسلحة ممن لم يثبت تورطهم في أعمال عنف أو التحريض عليها، وينبني هذا التعويض على أساس مسؤولية الدولة عن نتائج أحداث الشغب، فلقد كان على الدولة واجب الحفاظ على النظام العام بعناصره المعروفة وهي الأمن العام والصحة العامة والسكينة العامة، وإن لم تتمكن الدولة من تحقيق ذلك، فعليها التعويض لكل الضحايا بالضوابط السابقة.

والحيلولة دون التأثير على المواطنين البسطاء بأفكار متطرفة من خلال عوامل الجذب مثل الدعم المادي والخدمات واستغلال الدين، وذلك من خلال رؤية متكاملة يشارك في وضعها جميع المتخصصين والباحثين المعنيين.

وترشيد العمل الدعوي والفصل بينه وبين العمل الحزبي أو السياسي أو النقابي. وتفعيل عدم قيام الأحزاب السياسية على أساس ديني حفاظاً على وحدة المجتمع وتماسك النسيج الوطني.

والتأكيد على حرية التعبير عن الرأي طالما أن ذلك لا يحمل تحريضاً أو يدعو إلى استخدام العنف.

توصيات موجهة للشرطة

أوصت لجنة تقصي الحقائق تطوير مهارات الشرطة من خلال وضع برامج تدريبية تستهدف بناء القدرات، خاصة ما يتعلق بأساليب البحث الجنائي، والتعامل مع فض التجمعات والحشود الجماهيرية بالطرق السلمية، فضلاً عن مهارات التفاوض والحلول الودية، والاطلاع الدوري على المعايير الدولية ذات الصلة بفض التجمعات بالقوة ووسائل الفض بغية الوقوف على المستحدثات، وتقليل الخسائر والإصابات البشرية إلى أدنى حد ممكن.

يوم فض اعتصام ميدان النهضة بالجيزة
يوم فض اعتصام ميدان النهضة بالجيزة

وتفعيل استخدام أجهزة التصوير والتسجيل في الأقسام ومع ضباط العمليات لتسهيل مراقبة أعمالهم والاحتفاظ بهذه التسجيلات مدد معينة بموجب قانون أو لائحة، ومعاقبة من يعمد إلى تعطيل أو عدم استخدام هذه الوسائل.

وإعادة النظر في استخدام طلقات الخرطوش، وذلك لكثرة الإصابات التي تحدثها إذ كثرت حوادث فقدان البصر والعاهات المستديمة لاستخدام هذا النوع من التسليح، ويمكن الاستعاضة عنه بوسائل أخرى مبتكرة لدى كليات العلوم لا تؤدي إصابات، وحسن التعامل مع الجمهور واحترام جميع حقوقه من خلال تفعيل المناهج المقررة بكليات الشرطة التي تبلور وتعظم من شأن حقوق الإنسان.

توصيات موجهة للمؤسسات الثقافية والتعليمية والدينية

ترسيخ مبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان لكونهما دعامتين أساسيتين لبناء المجتمعات الحديثة، فهذه قيم أصيلة ونبيلة، وقد تهتز هذه القيم أحياناً في صراعات الحياة المعاصرة، ولكنها سرعان ما تعود إلى الاستقرار.

وضرورة نشر وتدعيم ثقافة التظاهر السلمي في النظام السياسي المصري، وذلك بتربية المواطن على قواعد الديمقراطية، وإرساء مبدأ أن التظاهر هو وسيلة سلمية للتعبير عن الرأي، وليس تخريباً للمجتمع، وتوجيه صانعي السياسات العامة نحو مصالح تهم الفئات المختلفة في المجتمع تراها بعض الجماهير ضرورة لها، مع الأخذ في الاعتبار أن الأنظمة القانونية المعاصرة تجمع على حق سلطات الأمن في فض المظاهرة في حالات محددة، خاصة إذا كانت غير سلمية.

عمليات تدمير المنازل في رفح بسيناء
عمليات تدمير المنازل في رفح بسيناء

وتفعيل دور الأزهر كمنارة للإسلام الوسطي في مواجهة دعوات التطرف الديني من خلال نشر قوافله في المناطق التي تكثر فيها دعوات التطرف وذلك لإعطاء الدروس وتوزيع المطبوعات عن وسطية الإسلام، ومراجعة وتغيير ومراقبة دور التعليم في إنماء فكرة المواطنة، خاصة في المناهج التعليمية، و دراسة وتحليل أسباب اللجوء إلى العنف، ومن ثم وضع الحلول لها بدلاً من مواجهة العنف بالحل الأمني فقط.

ورغم أن التقرير أرضى جميع الأطراف إلا أنه أغضبهم أيضا ولم يجب على السؤول من يتحمل المسؤولية ؟!

تقرير اللجنة كاملا هنا

نقطة في بحر الحقيقة

Plugin from the creators ofBrindes Personalizados :: More at PlulzWordpress Plugins