علي فرماوي يحلم بوأد ظلام المستقبل بشعاع مصر دوت بكرة

يقف فرماوي على رأس القاعة لا يدور في ذهنه سوى كيف يحفز أحلام أولئك الشباب التي لم تعد بعد نبتة يحتاج من يغرسها في الأرض البور، فقرر إيقاظ تلك الآمال من سباتها العميق لتصحو تصارع اليأس المضجع والإحباط.

العالم المصري علي فرماوي، والذي يقضي معظم حياته متنقلا بين البلاد بين محاضر ومشارك ومستشار يجتمع برؤساء الدول والملوك لم ينس للحظة البلد التي شهدت انطلاقته الأولى نحو العالم، فقرر تأسيس “مصر دوت بكرة” كمؤسسة غير هادفة للربح، ترسخ للخير بشكل مختلف.

لم يعبأ بالروتين وتابوهات العمل الخيري التقليدية والتي تتلخص في أذهان الجميع بالمادة، إلا أنه قرر المضي قدما نحو تنمية العقول المصرية الشابة وفتح الطريق أمام الأفكار الملهمة والقصص الناجحة وعرضها ومساعدتها لتكون حلقة ضمن حلقات أكبر وأكبر لتعمل كالتروس في المجتمع تكبر بالوقت لتصبح آلة تنمية ديناميكية، فتنمية العقول رغم صعوبتها إلا أنها رؤية فرماوي لتنمية مصر بكرة.

كتيبة من المصريين تقف خلف العالم المصري دفاعا عن الموهبين والمجتهدين مجموعة عمل متطوعة أعطت جزءا من وقتها وهو معهم وعزموا على تنمية المجتمع، لإعطاء نصائح وإرشادات وتوجيهات نتيجة خبراتهم ونجاحاتهم لمن هم في مرحلة البداية والانطلاق.

بدأت من الجامعات المصرية بمنتدى لتنمية المهارات بجامعة عين شمس بالقاهرة، ثم منتدى كبير مايو الماضي في قاعات مستقلة بها بعيدا عن مقر الجامعات، بدأت مصر دوت بكرة  الانطلاق إلى محافظات مصر بدءا من الإسماعيلية نقطة انطلاق مشروع قناة السويس الجديدة.

إعلام العفاريت في مصر

استضاف عمرو الليثي شابا يريد أن يتحول لفتاة، فرد وائل إبراشي بآخر، وقرر معتز الدمرداش الابتعاد عن تشابه الأفكار فاستضاف فتاة عاشرت أباها، فيما لا تزال ريهام سعيد تسير على خطى ثابتة في إنجاح منظومة إعلامية محترفة تخدم مصالح الناس «الملبوسة» بالجن والعفاريت.

تاجر مخدرات يظهر متنكرا في حلقة من برنامج مصر الجديدة على فضائية الحياة
تاجر مخدرات يظهر متنكرا في حلقة من برنامج مصر الجديدة على فضائية الحياة

 تلك الحقبة الزمنية في الحلقات لم تتجاوز شهرين على الأكثر في تتابع كأنه ممنهج، ليعود بنا الجدل مرة أخرى هل يلبس الإنسان جنا أم يلبس الجن إنسانا وهل التحول الجنسي حلال أم حرام وهل دخول الحمام زي خروجه أم لا؟!!.

 تلك هي قضايانا يا سادة، التي بحثوا عنها ولها، وتلك هي أزماتنا، التي نسعى لحلها، مصر الآن تصارع العفاريت !.

https://www.youtube.com/watch?v=GxsxdbTY04M

 لم يسأل إعلامييون الأسبوع الماضي لماذا افتتح رئيس الوزراء إبراهيم محلب مشروعات افتتحها من قبله مبارك في سوهاج، لماذا 86 % من الباحثين المصريين يرون أن المناخ التشريعي والمؤسسي في مصر لا يساعد على الابتكار والبحث، كيف منح المكتب الأمريكي لبراءات الاختراع والعلامات التجارية 858 براءة اختراع للمملكة العربية السعودية، في 2014، ولم تمنح مصر مثلها، لتحتل المملكة المرتبة 29 على مستوى العالم، ونحن مازلنا نبحث عن «العفريت».

 لم تبحث القنوات الفضائية عن مصطفى عثمان، أصغر عالم مصري في النانوتكنولوجي كيف سيفيد مصر، كذلك لم يسألوا محافظ القاهرة على أي أساس أغلقت مقهى «الملحدين»، وهل لنا بالأساس الحق في حساب الناس على ما يعتقدون من ديانات في بلد حرية الرأي والتعبير والقانون!.

 بعد 30 يونيو عام 2013 أغُلقت القنوات الدينية لاتهامات بنشر معلومات مضللة والتحريض على العنف، ووصفت الحكومة وقتها القرار بالاستثنائي لظروف البلاد الاستثنائية هي الأخرى، وقال حسام عيسى، وزير التعليم العالي ونائب رئيس الوزراء آنذاك، «بعض وسائل الإعلام تحولت للأسف للدعوة إلى الاقتتال وهذا بالطبع أمر غير طبيعي وكان لابد من تصحيحه خاصة نحن نعيش مرحلة استثنائية تستوعب القرارات الاستثنائية بل تستوجبها كضرورة للحفاظ على الإنسانية»!، ويبدو أننا لا نتذكر الإنسانية إلا ونحن نتكلم عن مصالحنا الذاتية.

 في 2007 تم إيقاف برنامج هالة سرحان بعد قيامها ببث حلقة من برنامجها على قناة روتانا عن «بائعات الهوى في مصر»، لأسباب تتعلق أيضا بالتضليل والاتفاق مع أشخاص للتمثيل بأنهم فتيات ليل، وتأتي إلينا الفضائيات الآن بالتسريبات وتجار المخدرات وأخيرًا في حلقة الموسم «الملبوسين» .

 التسلسل الزمني أقرب للممنهج يدفعنا للتساؤل هل هناك ما يجبر الفضائيات على تناول موضوعات بعينها أم أنهم أجاودا بالبعد عن السياسة فخابوا.

 طبق الفضائيات الذي يقدم الناس لا يدفعهم للتفاؤل سيدي الرئيس ولا لحب الوطن أو العمل من أجله لا يعطي لهم حلولا ولا أملا يدفعهم ببلع مُر الحياة اليومية بل يقدم لهم ما يجلب الهَم والحَزن بقصص خيالية ومفبركة!.

الأهلي المصري.. انتصارات لا تشبع

لم تكن كلمة الكاتب المسرحي الروماني تيرنتيوس “الحظ الجيد يحالف الشجعان” من قبيل الصدفة قبل ما يقرب من 195 عاما قبل الميلاد بل أنها أصبحت منهجا للموهوبين والمبدعين على مدار التاريخ، خاصة النادي الأهلي، صائد البطولات، نادي القرن الأفريقي وأكثر الأندية العالمية حائزا على بطولات دولية على مر التاريخ !.

ففي الوقت التي غابت فيه المنتخبات الوطنية لكرة القدم بكافة أعمارها منذ 2010 ، عن منصات التتويج كان الأهلي حاضرًا ببطولاته وانتصاراته، التي لا تشبع !.

حسام غالي كابتن النادي الأهلي  يرفع كأس الكونفدرالية الأفريقية
حسام غالي كابتن النادي الأهلي يرفع كأس الكونفدرالية الأفريقية

قلت وأكرر أن 4  سنوات مرت منذ عام 2010  لم يستطع الشعب المصري أن يتذوق إلا من فاكهة النادي الأهلي حيث حصل على بطولتي دوري أبطال أفريقيا عامي 2012، و2013، متأهلا لبطولة العام للأندية عامين متتالين، وكأس السوبر الأفريقي 2013، و2014،  بالإضافة إلى بطولة الدوري عام 2014، وكأس السوبر المصري، وآخرًا وليس أخيرًا كأس الكونفدرالية الأفريقية، التي جاءت كأغلى البطولات بعد اقتناص اللقب في الدقيقة السادسة من الوقت بدل من الضائع قبل صافرة النهاية ببضع ثوان، لتعيد لأذهاننا هدف الساحر أبوتريكة في رادس بنهائي أبطال أفريقيا، وكذلك كأول الأندية المصرية التي تحصد تلك البطولة في نسختها الحالية.

دولاب النادي الأهلي الذي لا يعرف سوى الأرقام القياسية هو الوحيد من بين الأندية المصرية والعربية الذي حصل على الترتيب رقم واحد على مستوى العالم في التصنيف الشهري للاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم عن شهر يونيو 2006 ويوليو 2007.

ولعب 55 مباراة متتالية دون أي هزيمة في البطولات الدولية والمحلية على مدار 17 شهرًا وكسر بذلك الرقم القياسي المسجل باسم نادي توتنهام الإنجليزي، وصل إلى بطولة كأس العالم للأندية 5 مرات، وهو رقم انفرد به النادي الأهلي المصري ولم يصل إليه أي نادي في العالم حتى الآن.

لم تغب الشبكات الاجتماعية، الممثل الجماهيري للإنترنت، عن المشهد، فغردت على مدار يومين تحت عنوان “#الكونفدرالية_يا_اهلي” طالبة من النادي المصري اقتناص البطولة، رغم كل ما يعانيه الفريق من نقص عددي وإصابات بالجملة إلا أن الجماهير الوفية تعرف أن “الأهلي بمن حضر”، تلك الجماهير وعلى رأسها رابطة المشجعين “ألتراس أهلاوي” عانت ولا زالت تعاني من هجر المدرجات، مكانها الطبيعي لتشجيع كرة القدم،  مطالبة في افتتاحية المبارة النهائية أمس بـ 7 لغات وكأنها توجه رسالة للجميع “الكرة للجماهير”.

 ألتراس أهلاوي في نهائي كأس الكونفدرالية

تلك المباراة التي حضرها أكثر من 50 ألف متفرج، رغم أنه كان مسموحا بـ 30 ألف فقط، ربما تكون فاتحة خير وبدء عودة الجماهير المصرية إلى المدرجات مرة أخرى بعد غياب 4 سنوات، خاصة مع بزوغ نوايا طيبة من وزارة الداخلية بعد إرسالها شكرا لجماهير الألتراس الأهلاوية عن التشجيع المشرف في مباراة النهائي الأفريقي في لقطة لم نتعود عليها في علاقة “القط والفأر” بين الاثنين في السنوات الأخيرة.