مصر تبحث عن العلم بـ 86 ألف عالم خارج البلاد

البحث العلمي هو أحد الركائز الأساسية التي يقوم عليها تقدم الدول و تطورها , حيث أنه يعد الطريق لمواكبة العصر في جميع الميادين, ورغم أن مصر تحتل المركز الأول في عدد العلماء على مستوى العالم إلا أن مجال البحث العلمي في مصر يعاني بعض المشاكل والعقبات التي تحد من دوره و تعوق دون تحقيق نتائجه المتوقعة، هذا ما يناقشه تقرير مركز هردو لدعم التعبير الرقمي والذي يحمل عنوان ” البحث العلمي في مصر..علماء بالجملة .. ورؤية غائبة “، حيث يحلل أزمة البحث العلمي في مصر و هجرة العلماء المصريين للخارج، وأهمية البحث العلمي في تطور و تقدم الأمم.

بداية يعرض التقرير المادة 23 من الدستور والخاصة بالبحث العلمي فى مصر ودور الدولة في تشجيع المؤسسات البحثية، ثم يوضح وضع العلماء المصريين في الخارج والذي بلغ 86 ألف عالم, لولا غيابهم لحدثت طفرة علمية هائلة فى مصر، إلا أن ما حدث فعليا هو خسارة مصر لهؤلاء العلماء واستفادة الدول الأخرى من عقولهم و إبداعاتهم. (لقراءة دستور مصر اضغط هنا )

تحديات البحث العلمي في مصر:

أما عن التحديات التي يواجهها البحث العلمي فى مصر فقد صنفهم التقرير إلى أربعة أنواع هي : مشكلات خاصة بالبحث العلمي نفسه منها تقليل قيمة البحث العلمي وقصور التمويل والفساد الإداري، ومشكلات المنهج العلمي مثل فقر المكتبات للمراجع وغياب الدقة فى التوثيق وعدم قابلية نتائج الأبحاث للتطبيق العملي، وأيضا مشكلات محيطة بالواقع مثل البيروقراطية الإدارية وصعوبة الإجراءات و تقييد الحرية الأكاديمية للباحث، وأخيرا مشكلات مرتبطة بحركة المجتمع مثل غياب خطط و سياسات البحث التربوي و صعف التمويل المخصص له بالإضافة إلى غياب المدارس البحثية والنماذج والأطر التربوية.

البحث العلمي فى العالم و الوطن العربي:

كما يعرض التقرير قائمة بكل المراكز الخاصة بالبحث العلمي فى مصر، ثم يوضح أهمية البحث العلمي ودوره الرائد فى دعم اقتصاد الدول و تطورها، الأمر الذى أدركته بالفعل الدول المتقدمة بعد يقينها بأن قدرات أبنائها العلمية والفكرية هى سر تقدم الأمم، وينتقل منها إلى الأسباب التي أدت إلى نجاح المؤسسات البحثية الدولية ومنها: الموارد المالية المستقرة والمرتفعة، وتجديد البنية التحتية كل 7 سنوات، مع وجود جهاز علمي متكامل ومتوازن، بالإضافة إلى العمل وفق خطة وإستراتيجية واضحة وضمن شروط صارمة للرقابة العلمية والإدارية.

وفي إطار الإنفاق العالمي على البحث العملي يعطي التقرير أمثلة لبعض الدول التي اهتمت بالبحث العلمي وخصصت جزء كبير من ميزانيتها له وذلك ما أدى إلى تطور تقني واقتصادي لتلك الدول حتى وصلت للسيطرة على الأسواق العالمية مثل الولايات المتحدة الأمريكية واليابان والصين، ورغم أن مؤشر عدد العلماء والمهندسين في الوطن العربي قد ازداد بشكل كبير إلا أنه مازال متخلفا عن المناطق الدولية الأخرى.

علماء مصر في الخارج لجوءا وهربا:

وتوضح النظرة التحليلية للتقرير (لمشاهدة التقرير اضغط هنا)

إلى أن أزمة مصر الحقيقية فى مجال البحث العلمي إنما ترجع إلى هجرة العقول المصرية المستنيرة للخارج حيث تتفتح لهم فرصة الإبداع والابتكار وتتوافر لهم كل سبل الدعم، وهروبا أيضا من الروتين البيروقراطية والفساد الإداري في مصر، ورغم ظهور بعض المبادرات الفردية لتنمية البحث العلمي في مصر إلا أن كلها ينقصها الطابع القومي، ولابد للدولة أن تنتبه لذلك وأن تساهم في تطوير البحث العلمي وتشجيع مؤسساته وإزالة العقبات التي يواجهها.

وعن توصيات مركز هردو لدعم التعبير الرقمي فجاءت ختاما بضرورة تبني خطة إستراتيجية قومية للنهوض بالبحث العلمي وتطويره، والالتزام بنص الدستور فى بزيادة الإنفاق على البحث العلمي فيما لا يقل عن 1 % من إجمالي الناتج القومي، وتشجيع المبادرات الفردية في تنمية البحث العلمي، وتشجيع إرسال بعثات علمية للخارج والاستفادة من الخبرات البحثية الدولية, وأيضا العمل علي الاستفادة من العقول والعلماء المصريين بالخارج لتنمية المجتمع وتطوير البحث العلمي في الداخل.

 

You are not authorized to see this part
Please, insert a valid App IDotherwise your plugin won't work.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.