أرشيفات الوسوم: اليمن

رحلة التصعيد العسكري الحوثي فى اليمن..وتكرار سيناريو «حرب 1994»

واصلت جماعة الحوثيين تصعيدها العسكرى فى اليمن خلال الفترة القصيرة الماضية بطريقة منذرة بالاستيلاء على اليمن، وتهديد منطقة الجزيرة العربية، حيث دعا عبدالملك الحوثى أنصاره إلى النفير العام وعليه قامت الميليشيات الحوثية المسلحة بالتصعيد العسكرى ضد الرئيس هادى، من خلال الآتى:

• قامت القوات الحوثية فى 25 مارس 2015 بشن غارات جوية على قصر المعاشيق الرئاسى الذى يقطن فيه الرئيس هادى فى عدن، كما تمت السيطرة على قاعدة العند العسكرية فى عدن، وتم الإعلان عن إلقاء الحوثيين القبض على وزير الدفاع محمود الصبيحى.
• سيطر المسلحون الحوثيون، فى 24 مارس الجارى، مدعومين بقوات الجيش الحليفة لهم، على بلدة كرش، على بعد 100 كم من مدينة عدن، وتقع بلدة كرش على طريق يربط الشمال بالجنوب، وهى على بعد 40 دقيقة من قاعدة العند العسكرية، التى لا تزال فى يد قوات الجيش الموالية للرئيس هادى.
• سيطرت جماعة الحوثيين فى اليمن 23 مارس الجارى على مطارى تعز المدنى والعسكرى، وعلى مرافق حكومية، وواصلت حشد قوات باتجاه عدن جنوباً، وفتحت باب التجنيد غداة إعلانها التعبئة العامة وتكليفها وزارة المال توفير نفقات المجهود الحربى.
• سيطرت الميليشيات الحوثية المسلحة فى 23 مارس الجارى على مضيق باب المندب جنوب غرب اليمن، بعد أن أعلنت القوات التى تحمى المضيق وجزر حنيش ولاءها للجماعة مع بداية تقدمها صوب الجنوب، وتم إرسال تعزيزات لدعم هذه القوات من تعز والحديدة.
• أعلنت مصادر أمنية يمنية فى 24 مارس الجارى بأن تشكيلات من المسلحين الحوثيين فى طريقها إلى ميناء المخا على بعد 80 كم غربى محافظة تعز، التى تطل بشكل مباشر على باب المندب.
• حاولت نحو 132 عربة مصفحة وعدد من الأطقم العسكرية التابعة للحوثيين التسلل إلى منطقة كرش قبل أن تجبرها قوات موالية لهادى على التراجع.

وأسفرت هذه الاشتباكات العسكرية عن:

• أحكم مسلحو جماعة الحوثيين ومعهم قوات من الجيش سيطرتهم على مدينة المخا، وهى آخر ميناء على البحر الأحمر تستولى عليه الجماعة، ويبعد أقل من 100 كم عن باب المندب، حيث يحاول الحوثيون من خلال سيطرتهم على مدينة المخا التابعة إدارياً لمحافظة تعز، التقدُّم عبر الطريق الساحلى لتطوِّق عدن من جهة الغرب، حيث تبعد عنها نحو 250 كم.
• نجاح الحوثيين المدعومين بقوات الجيش والمدعومين بأنصار الرئيس السابق صالح فى الاقتراب من عدن ودخول محافظة تعز، حيث يبرر الحوثيون دخولهم مدينة تعز بأنه إجراء ضرورى لمحاربة تنظيم القاعدة فى المدنية والمحافظات الجنوبية، وملاحقة ما وصفوه بالميليشيات، التى تقدم عونا للقاعدة.
• سيطر الحوثيون على معسكر قوات الأمن الخاصة فى تعز بدون مقاومة، بعد أن نقلت طائرة عسكرية 500 مسلح حوثى من صنعاء إلى تعز لمواجهة آلاف المتظاهرين المناهضين للحوثيين بدأوا اعتصاما مفتوحا أمام معسكر قوات الأمن الخاصة فى تعز.
• شكلت اللجان الشعبية الموالية للرئيس هادى، مدعومين بالدبابات والآليات الثقيلة، حزاماً أمنياً على الحدود التاريخية بين شمال اليمن وجنوبه، واشتبكوا مع طلائع للمسلحين الحوثيين وصلت عن طريق تعز إلى تخوم محافظة لحج فى منطقة «هيجة العبد» وأجبروها على التراجع إلى منطقة التربة فى تعز.
• سيطر مسلحو «اللجان الشعبية» و«الحراك الجنوبى» الموالون لهادى على كتيبة عسكرية تابعة للواء 201 فى منطقة الحبيلين التابعة لمحافظة لحج الجنوبية، كما سيطروا على كتيبة تابعة للواء المدرّع 39 فى مديرية تبن فى المحافظة ذاتها، واستولوا على ثلاثين دبابة.

أما رد فعل الرئيس هادي فجاء كالتالي:

• أرسل الرئيس هادى فى 23 مارس الجارى خطاباً إلى مجلس التعاون الخليجى يطلب فيه تدخل قوات «درع الجزيرة» التابعة للمجلس لمنع «الانقلابيين الحوثيين» من دخول الجنوب.
• طالب الرئيس هادى فى خطاب له، فى 21 مارس الجارى، من وصفهم بالانقلابيين من جماعة الحوثيين بالعودة عن إجراءاتهم منذ سيطرتهم على مفاصل الدولة فى صنعاء فى 21 سبتمبر الماضى، وشدد على تمسكه بمخرجات الحوار والمبادرة الخليجية كطريق لحل الأزمة فى البلاد، وهو ما رفضته الجماعة.
ومن ناحية القوى السياسية اليمنية فكانت مواقفها كالتالى:
‌أ- أعلن الحوثيون رفضهم انعقاد مؤتمر الحوار بين القوى السياسية فى قطر أو فى السعودية، خاصة بعد أن أعلن جمال بن عمر أن الحوار سيعقد فى الدوحة وسيتم التوقيع على الاتفاق النهائى فى الرياض.
‌ب- دعا حزب المؤتمر الشعبى الذى يتزعمه على عبدالله صالح إلى تغليب المصلحة الوطنية وتحكيم العقل، لكنه طالب اليمنيين بالاصطفاف لمواجهة الإرهاب والأخطار المحدقة بالوحدة الوطنية، محمّلاً الرئيس هادى مسؤولية ما وصل إليه اليمن.
‌ج- اعتبر الحزب الاشتراكى إعلان جماعة الحوثيين التعبئة العامة إعلاناً للحرب على الجنوب.

وأشار المركز الإقليمى للدراسات الاستراتيجية في تقييم الوضع إلى ما يلي:

‌أ- تشير العمليات العسكرية التى كانت جارية على الأرض إلى أن الرئيس السابق عبدالله صالح، المتحالف مع جماعة الحوثيين، قادرون على إثبات التفوق العسكرى وانتزاع الجنوب من اللجان الثورية وبعض ألوية الجيش التى ما زالت موالية للرئيس هادى، وأن ما يحدث الآن هو إعادة سيناريو حرب 1994 كمقدمة للتقدم الحوثى- الصالحى جنوباً لاحتلال عدن، فى إطار ميل ميزان القوة العسكرية لمصلحتهم.
‌ب- كان واضحا أن الصراع باليمن يمكن أن يتحول إلى حرب بالوكالة فى ظل دعم إيران للحوثيين الذين ينتمى قادتهم للطائفة الزيدية الشيعية، تنتهى بسيطرة إيرانية على اليمن مضافة إلى سوريا والعراق.
‌ج- باتت الأزمة اليمنية مرشحة للاستمرار خلال المرحلة القادمة مع انفتاحها لتصاعد نشاط القاعدة وداعش فى ظل غياب هيبة الدولة اليمنية.