أرشيفات الوسوم: المغربلين

حي المغربلين قلب القاهرة الفاطمية المنسي !

يقع شارع المغربلين في منطقة الدرب الأحمر قلب القاهرة الفاطمية، نسبة لعصر الدولة الفاطمية وما تمثله من امتداد إلى شارع المعز، أكبر متحف إسلامي مفتوح في العالم، بحوالي 37 أثرا، بنسق المساجد والمباني المدارس الدينية، بخلاف القاهرة الخديوية والتي يتميز بها شوارع وسط القاهرة (طلعت حرب – عدلي – عبد الخالق ثروت – 26 يوليو وميدان التحرير) نسبة لعصر الخديوي سعيد أبناء محمد علي باشا، وهي أحدث بكثير من منطقة القاهرة الفاطمية.

المغربلين
المغربلين

وسمي شارع المغربلين بهذا الاسم نسبة للحرفة النشطة في هذه المنطقة بحكم اتساع تجارة الحبوب فقد كان من يتولى غربلة الحبوب بواسطة الغربال بهدف تنظيفها مما بها من شوائب، المغربلين يتوسط 6 أحياء في منطقة الدرب الأحمر وهي من الجهة البحرية: حارة الروم أما من الجهة الشرقية: الدرب الأحمر وسوق السلاح، أما الحد القبلي: السروجية والحد الغربي: الدوادية والقريبية.

زاوية عبد الرحمن كتخدا بالمغربلين (1142 هـ – 1729 م)

يقع هذا الأثر بشارع المغربلين بجوار جامع جنبك، أنشأها الأمير عبد الرحمن كتخدا، و الكتخدا كان وكيل الباشا ممثل السلطان في مصر ينوب عنه في كامل اختصاصاته.

ويعتبر هذا الأثر من أجمل آثار عبد الرحمن كتخدا بمدينة القاهرة فواجهته من الحجر و تمتاز بالزخارف الجميلة منحوتة نحتاً متقناً، ويتكون هذا البناء من طابقين إذ يحتوي الطابق الأرضي منه على 3 حوانيت تشرف على الشارع و توجد خلفها من الداخل حنفيات للوضوء يصل إليها الإنسان من مدخل الزاوية، أما الطابق العلوي فيحتوي علي قاعة كبيرة للصلاة يصعد إليها بدرج و لها ثلاث نوافذ مستطيلة كبيرة تطل علي الطريق و عليها خشب خرط علي شكل تربيعات صغيرة من نوع المشربيات.

زاوية عبد الرحمن كتخدا
زاوية عبد الرحمن كتخدا

والسقف مكون من كمرات من الخشب مزخرف بزخارف ملونة، و الدرج يصل إلي ردهة تتقدم المصلى و يواجهها باب يصل إلي سلم صغير يصل الإنسان منه إلي شرفة صغيرة تقع مدخل الزاوية، و تحمل هذه الشرفة من الخارج عدة صفوف أفقية من المقرنصات الجميلة و هي تقوم مقام المئذنة في لدعوة للصلاة.

ومدخل الزاوية يعلوه عقد مدبب ذو صفين يتكون من صنجات صغيرة متقاربة و يغطي المدخل عتب يعلوه منطقة محصورة بين العتب و العقد العاتق مغطاه ببلاطات القيشاني الملون ومزخرفة بزخارف نباتية ملونة من صناعة آسيا الصغري.

والعقد الكبير المحيط بالمدخل مرتكز علي عمودين من الرخام من نوع الأعمدة الدورية، و فتحات النوافذ الثلاثة المستطيلة الشكل المطلة على الشارع يحيط بها عقود ذات فصوص و ترتكز على أعمدة متصلة بالحائط،و لها تيجان على شكل المقرنص، أما بدن الأعمدة فمقسم إلي جزئين العلوي منها مجدول حلزونياً و السفلي مزخرف بزخارف نباتية جميلة و مجموعة الثلاثة عقود ذوات الفصوص محاطة بإطار مستطيل.

حي المغرلبين يواجه إهمالا شديدا من وزارتي الآثار والسياحة رغم أنه أحد الأحياء الهامة في قلب القاهرة الفاطمية ولا يقل أهمية عن شارع المعز الذي جددته الحكومة وحافظت عليه وأنفقت في ذلك الملايين، رغم أن منطقة المغربية مع حي الخيامية والسروجية يمثلان عبقا تاريخيا لا يوصف !!.