arablog.org

زيارة السيسي لألمانيا .. درس ديمقراطي جديد

في سمت لم نتعود عليه نحن في بلادنا العربية أن تظهر اختلافات الآراء السياسية والتوجهات بل والقرارات القيادات والمسؤولين ليست أمام الرأي العام في بلادهم فقط بل أمام العالم، ففي الوقت الذي أعلن فيه رئيس البرلمان الألماني رفضه للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس مصر، تعلن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تمسكها بلقاء السيسي، والذي قد يكون محط أنظار المعنيين بسياسات الشرق الأوسط والمنطقة بعد مرور أيام من تصريحات رئيس “بوندستاج” وحالة من ردود الفعل ذهابا وإيابا بين البلدين، تعطي ألمانيا درسًا في الديمقراطية في كيف يبدي مسؤلا رفيعا رفضه واحتجاجه على «حقوق الإنسان في مصر» عقب أحكام بالإعدام على الرئيس المعزول محمد مرسي، وقيادات وأعضاء بـ«الإخوان»، في الوقت الذي تعبر فيه مستشارة ألمانيا تأييدها للزيارة المعدة سلفا بداية شهر يونيو المقبل.

القصة الكاملة

أعلن الثلاثاء، 19 مايو، نوربرت لامرت، أنه ألغى لقائه مع السيسي بسبب أوضاع حقوق الإنسان في مصر، وقال المكتب الصحفي التابع للبرلمان الألماني الأربعاء، بحسب وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، إن لامرت، المنتمي إلى حزب المستشارة أنجيلا ميركل المسيحي الديمقراطي، بعث بخطاب إلى السفير المصري في برلين بهذا الخصوص، وعزا فيه هذه الخطوة إلى “انتهاكات حقوق الإنسان في مصر”.

ونقل المكتب الصحفي من خطاب لامرت قوله “بدلا من تحديد موعد للانتخابات البرلمانية التي طال انتظارها، نشهد منذ أشهر اضطهادا منظما للجماعات المعارضة واعتقالات جماعية وأحكاما تصل إلى السجن المؤبد وعددا لا يصدق من أحكام الإعدام”.

وتابع لامرت أنه نظرا لهذا الموقف ” الذي لن يسهم لا في إحلال السلم الداخلي في البلاد ولا في تطور ديمقراطي ” فإنه لا يرى أساسا لعقد محادثات مع الرئيس المصري.

وفي يوم الأربعاء 20 مايو، قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت، الأربعاء، إن دعوة الرئيس المصري لزيارة برلين في مطلع شهر يونيو القادم لا تزال قائمة، وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، (د ب أ)، تتمسك المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بلقائها المخطط مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في برلين، رغم إلغاء رئيس البرلمان الألماني نوربرت لامرت لقاءه المزمع مع السيسي خلال زيارته لألمانيا.

وتابع أن مصر تعد “طرفا فاعلا على نحو مهم للغاية في المنطقة العربية” ويمكنها الإسهام في تحقيق الاستقرار بالنسبة للنزاع في الشرق الأوسط مثلا، وأكد أن الحكومة الألمانية تعتزم مواصلة المحادثات معها.

وقال لامرت اليوم لقناة “دويتشه فيله” الألمانية إنه لايوجد هناك تطور ديمقراطي واضح في مصر، وأشار إلى أن هذه الظروف تنزع أي أساس لإجراء محادثات مع السيسي في الوقت الحالي.

وتابع أنه كان يأمل قبل الزيارة في ظهور إشارة للاستعداد لمواصلة التطور الديمقراطي، ولكن في واقع الأمر تتصاعد الملاحقة لجماعات المعارضة منذ شهور، كما تم إدانة كل القيادة المنتخبة في عام 2012 تقريبا بأحكام شديدة القسوة.

وبالنظر إلى ميركل، قال لامرت إن الموقف الذي يتخذه برلمان يمكن أن يختلف عن الموقف الذي تتخذه الحكومة، وأشار إلى أنه من الصائب بلا شك أن تبقى الحكومات على اتصال مع بعضها البعض في أي حالة، ولكن انطلاقا من هذا المنطق قال لامرت أيضا: “يمكن أن تتعاون البرلمانات مع بعضها فقط، وليس هناك برلمان في مصر”.

ولهذا السبب أشار إلى أنه لا يعرف ما “يمكن الحديث عنه”، بصفته رئيس لبرلمان منتخب،مع رئيس دولة لا يتم إدارتها بشكل ديمقراطي للآسف.

ومن جانبه قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، مارتن شايفر، إن هناك الكثير من اختلافات الرأي في الحوار بين الحكومة الألمانية والحكومة المصرية، وأوضح أن الحكومة الألمانية تعطي أهمية “لضرورة أن يكون كل ما يحدث في مصر في اتجاه العودة لديمقراطية حقيقية”، وأشار إلى أن ذلك ينطبق أيضا على الانتخابات البرلمانية.

الانتهاكات ضد الإعلاميين في 2014..الرأي يقتل أحيانا

تقوم وسائل الإعلام باعتبارها أحد الحريات العامة بلعب أدوار هامة جوهرية في تعزيز الديمقراطية، وباعتبارها تتيح مساحات للتعبير عن الرأي لفئات وقطاعات مختلفة من السكان. كما تتيح، كذلك، العرض والنقاش للعديد من وجهات النظر.

وتعتبر بذلك وسائل الإعلام هي أحد أشكال تعزيز قنوات المشاركة العامة للجمهور. ومن ضمن أدوار وسائل الإعلام المتعارف عليها في النظم الديمقراطية أنها تعمل كرقيب على السلطة الحاكمة. وبالتالي كان من ضمن ايجابيات دستور 2014 أنه جاء بمواد نصت صراحة على تغيير يتماشى مع هذه المفاهيم ومع الدور الذي من المفترض أن يقوم به الإعلام؛ فأكد على ضرورة التزام الدولة بحرية واستقلالية الإعلام المملوك لها، وعلى حظر الرقابة على الإعلام المسموع والمرئي والمقروء إلا في حالة الحرب أو التعبئة العامة. ونص أيضاً على إلغاء عقوبة الحبس ضد الصحفيين في جرائم النشر، وكذلك ضمان حرية تداول المعلومات.

في هذا الإطار أصدر “مركز دعم لتقنية المعلومات” الأحد 6 مايو 2015، ضمن أنشطة برنامج “استقلالية الإعلام” تقرير “حرية منتهكة: الممارسات والسياسات المقيدة لحرية الإعلام في مصر 2014”:

info-2014-grid

في سياق متصل أصدر مرصد «صحفيون ضد التعذيب»، تقريره الشهري عن الانتهاكات، التي يتعرض لها الصحفيون أثناء تأدية عملهم الصحفى، حيث سجل المرصد 48 حالة انتهاك ضد الصحفيين خلال شهر أبريل الماضي، حيث تم تسجيل 14 واقعة خلال الأسبوع الأول، و11 حالة في الأسبوع الثاني، و11 حالة في الأسبوع الثالث، و12 واقعة في الأسبوع الرابع، بحسب المرصد.

وذكر التقرير أن هناك 24 واقعة منع من التغطية بحق الصحفيين بعدد من الأماكن المختلفة، و10 حالات تعد بالقول أو التهديد، و9 حالات تعدي بالضرب أو إصابة، و4 وقائع استيقاف أو احتجاز للتحقيق، وحالة واحدة اقتحام مقر صحفي، فيما نوّه المرصد بأن تلك الحالات ليست حصرًا شاملًا، بل هي ما تمكنت الوحدة البحثية من توثيقه بالتعاون مع الفريق الميداني للمرصد.

وفي قائمة الجهات المعتدية، بحسب تقرير المرصد، تساوت القوات النظامية، (وزارة الداخلية)، وفئة المدنيين في الاعتداء على الصحفيين بعدد 18 حالة اعتداء لكل فئة منهما، وسجلت فئة جهات حكومية ومسؤولين 11 واقعة، كما تم تسجيل حالة واحدة غير محدد هوية جهة معتديها.

وتصدرت محافظة القاهرة القائمة بعدد 31 حالة مختلفة، وتلتها الجيزة بعدد 4 حالات بالتساوي مع محافظة البحر الأحمر، التي سجلت 4 حالات، ومن ثم محافظة المنوفية بعدد 3 حالات، ثم محافظتي الشرقية والإسكندرية بعدد حالتين لكل منهما، وأخيرًا سجلت محافظتي السويس وبورسعيد انتهاكًا واحدًا لكل منهما.

ولعل الحدث الأبرز خلال الشهر الماضي هو إحالة 6 صحفيين من جريدة المصري اليوم للتحقيق على خلفية ملف رصد انتهاكات ضباط الشرطة من وقائع السجلات والنيابات تحت عنوان ثقوب في البدلة الميري وهو ما أثار حالة من الجدل الكبرى وما يتعلق بحرية الرأي والتعبير وممارسات الأجهزة النظامية وعلى رأسها وزارة الداخلية.

الأبنودي كما عرفه جيل الثمانينيات

لم يدرك جيل التسعينيات قيمة أدب الأبنودي، أو مكانته ربما سمع عنها لكن بكل تأكيد لم تشهدها عيناه.

حينما تدخل بهو معرض الكتاب السنوي في القاهرة يعلو صوت الأبنودي هو يقرأ جوابات حراجي القط (1969 – 1977 – 1985)، يصطف الزوار لشراء شرائط الكاسيت بصوت الشاعر عبد الرحمن الأبنودي، كان جديدا أن تعرف أن الدواوين الأدبية تباع في شرائط كاسيت، سرعان ما تزول الدهشة عندما تعلم أن جوابات حراجي الأعلى مبيعًا، فقررت أن أجرّب بنفسي كيف ستزول دهشتي، فتيقنت أن الحالة المزاجية للاستمتاع بالأدب الشعبي اكتملت حين سمعت تلك الرسائل بصوت الأبنودي ليرسم صورة ذهنية لا تزول ليست عن حراجي فقط بل تتسع الصورة للزمان والمكان كأنك انتقلت من مكانك إلى جبلاية الفار بأسوان حالة من الاستمتاع الأدبي يكسوها صوت حاني أنهكه الزمن ويملأه الحنين والشجن.

“..ورميت نفسي وسط الجدعان .. وبكيت ..

وبلدنا اللي كنا بنمشيها ف نص نهار

كان القطر في لحضه .. فاتها بمشوار .

سامحيني يا فطنه على التأخير ..

ولو الورقه يا بت الخال تكفي

لأعبي لك بحر النيل والله بكفيِ

وختاماً ليس ختام ..

بابعت لك ِ

ليكي ولناس الجبلايه ولبتي عزيزه والواد عيد

ألف سلام

زوجك … لوسطى حراجي” .. (رسائل الاسطى حراجي)

 

كان غريبًا أن يستمع طالب لم ينته بعد من دراسته للثانوية لشعر عامي، لم يدرسه طيلة دراسته التعليمية، وكثيرًا ما كان أساتذة اللغة العربية في المدارس يستنكرون الكتابة بالعامية ولا يعدونه شعرًا من الأساس، تلك النقيض لم يبرح صدري منذ وقتها، لم يكن ضيقا من الشعر العامي، بل انغماسا فيه وتمعنا فيه أكثر، فاستطاع الأبنودي أن يلفت انتباه الملايين إلى الشعر العامي وجماله بجانب فطاحله كبار من شعراء الفصحى أمثال أمل دنقل عاشوا في نفس الحقبة الزمنية، الذي عاش وترعرع فيها الأبنودي، الذي كتب بيده وصيته في حوار النفس مع النفس:

“إوعى تعيش يوم واحد بعد عيالك

إوعى يا عبد الرحمان..

في الدنيا أوجاع وهموم أشكال والوان..

الناس مابتعرفهاش..

أوعرهم لو حتعيش

بعد عيالك ماتموت..

ساعتها بس ..

حاتعرف إيه هوّه الموت..!!

أول مايجي لك .. نط

لسه بتحكي لهم بحرى حكاية

فاطنة وحراجي القط..؟

آ.. باي ماكنت شقي وعفريت

من دون كل الولدات..

كنت مخالف..

برّاوي..

وكنت مخبي في عينيك السحراوي

تمللي حاجات..

زي الحداية ..

تخوي ع الحاجة .. وتطير ..

من صغرك بضوافر واعرة .. ومناقير..

بس ماكنتش كداب..

وآديني استنيت في الدنيا

لما شعرك شاب..!!

قِدِم البيت..

اتهدت قبله بيوت وبيوت..

وأصيل هوه..

مستنيني لما أموت..!!

حاتيجي العيد الجاي؟

واذا جيت

حاتجيني لجاي؟

وحتشرب مع يامنة الشاي ..؟

حاجي ياعمة وجيت..

لالقيت يامنة ولا البيت” .. (قصيدة يامنة)

عبد الرحمن الأبنودي الذي رحل في 21 أبريل 2015، خلّف 22 ديوانا وكتب لأكثر من 20 مطربا من بينهم عبد الحليم حافظ وفايزة أحمد وماجدة الرومي ومحمد منير، ومحمد رشدي، ونجاة الصغيرة، وشادية، وكتاب السيرة الهلالية، حصل على جائزة الدولة التقديرية عام 2001، ليكون بذلك أول شاعر عامية مصري يفوز بجائزة الدولة التقديرية.

هذا هو الخال كما عرفه الجميع مَنْ كتبه وذكره وعاتبه وناجاه.. “مزيج بين الصراحة الشديدة والغموض الجميل، بين الفن والفلسفة، بين غاية التعقيد وقمة البساطة، بين مكر الفلاح وشهامة الصعيدي، بين ثقافة المفكرين وطيبة البسطاء.. هو السهل الممتنع، الذي ظن البعض أن تقليده سهل وتكراره ممكن”.

حي المغربلين قلب القاهرة الفاطمية المنسي !

يقع شارع المغربلين في منطقة الدرب الأحمر قلب القاهرة الفاطمية، نسبة لعصر الدولة الفاطمية وما تمثله من امتداد إلى شارع المعز، أكبر متحف إسلامي مفتوح في العالم، بحوالي 37 أثرا، بنسق المساجد والمباني المدارس الدينية، بخلاف القاهرة الخديوية والتي يتميز بها شوارع وسط القاهرة (طلعت حرب – عدلي – عبد الخالق ثروت – 26 يوليو وميدان التحرير) نسبة لعصر الخديوي سعيد أبناء محمد علي باشا، وهي أحدث بكثير من منطقة القاهرة الفاطمية.

المغربلين
المغربلين

وسمي شارع المغربلين بهذا الاسم نسبة للحرفة النشطة في هذه المنطقة بحكم اتساع تجارة الحبوب فقد كان من يتولى غربلة الحبوب بواسطة الغربال بهدف تنظيفها مما بها من شوائب، المغربلين يتوسط 6 أحياء في منطقة الدرب الأحمر وهي من الجهة البحرية: حارة الروم أما من الجهة الشرقية: الدرب الأحمر وسوق السلاح، أما الحد القبلي: السروجية والحد الغربي: الدوادية والقريبية.

زاوية عبد الرحمن كتخدا بالمغربلين (1142 هـ – 1729 م)

يقع هذا الأثر بشارع المغربلين بجوار جامع جنبك، أنشأها الأمير عبد الرحمن كتخدا، و الكتخدا كان وكيل الباشا ممثل السلطان في مصر ينوب عنه في كامل اختصاصاته.

ويعتبر هذا الأثر من أجمل آثار عبد الرحمن كتخدا بمدينة القاهرة فواجهته من الحجر و تمتاز بالزخارف الجميلة منحوتة نحتاً متقناً، ويتكون هذا البناء من طابقين إذ يحتوي الطابق الأرضي منه على 3 حوانيت تشرف على الشارع و توجد خلفها من الداخل حنفيات للوضوء يصل إليها الإنسان من مدخل الزاوية، أما الطابق العلوي فيحتوي علي قاعة كبيرة للصلاة يصعد إليها بدرج و لها ثلاث نوافذ مستطيلة كبيرة تطل علي الطريق و عليها خشب خرط علي شكل تربيعات صغيرة من نوع المشربيات.

زاوية عبد الرحمن كتخدا
زاوية عبد الرحمن كتخدا

والسقف مكون من كمرات من الخشب مزخرف بزخارف ملونة، و الدرج يصل إلي ردهة تتقدم المصلى و يواجهها باب يصل إلي سلم صغير يصل الإنسان منه إلي شرفة صغيرة تقع مدخل الزاوية، و تحمل هذه الشرفة من الخارج عدة صفوف أفقية من المقرنصات الجميلة و هي تقوم مقام المئذنة في لدعوة للصلاة.

ومدخل الزاوية يعلوه عقد مدبب ذو صفين يتكون من صنجات صغيرة متقاربة و يغطي المدخل عتب يعلوه منطقة محصورة بين العتب و العقد العاتق مغطاه ببلاطات القيشاني الملون ومزخرفة بزخارف نباتية ملونة من صناعة آسيا الصغري.

والعقد الكبير المحيط بالمدخل مرتكز علي عمودين من الرخام من نوع الأعمدة الدورية، و فتحات النوافذ الثلاثة المستطيلة الشكل المطلة على الشارع يحيط بها عقود ذات فصوص و ترتكز على أعمدة متصلة بالحائط،و لها تيجان على شكل المقرنص، أما بدن الأعمدة فمقسم إلي جزئين العلوي منها مجدول حلزونياً و السفلي مزخرف بزخارف نباتية جميلة و مجموعة الثلاثة عقود ذوات الفصوص محاطة بإطار مستطيل.

حي المغرلبين يواجه إهمالا شديدا من وزارتي الآثار والسياحة رغم أنه أحد الأحياء الهامة في قلب القاهرة الفاطمية ولا يقل أهمية عن شارع المعز الذي جددته الحكومة وحافظت عليه وأنفقت في ذلك الملايين، رغم أن منطقة المغربية مع حي الخيامية والسروجية يمثلان عبقا تاريخيا لا يوصف !!.

نقطة في بحر الحقيقة

Plugin from the creators ofBrindes Personalizados :: More at PlulzWordpress Plugins