محافظة القاهرة

مغامرات الهروب من شبح الفقر في «أم الدنيا»

الهروب من شبح الانتظار، ومرارة البحث عن وظيفة كانا عاملين رئيسيين، لاتخاذ قرار الخروج من «التيه»، الذى سار فيه ملايين الشباب، ولم يجدوا فيه مسلكا للخروج، وفى الوقت الذى يصبح فيه القرار شبه مستحيل، يأتى الحل من خلال الفكرة.. مجرد فكرة ابتكارية لمشروع لفك حصار الأزمات السياسية والاقتصادية المتوالية إلى بدايات طريق النور والخلاص.

ريادة الأعمال الحل السحري للشباب للبحث عن فرصة للحياة الحقيقية من خلال التفكير وإنشاء مشروعات يكمن فيها الحل للعمل والنجاح.

ياسر الزهار، أسس في 2013 شركة Gedety باعتبارها خدمات التموين المبتكرة التي تستهدف الشركات الصغيرة والشركات في مصر مع الحل الطعام الصحي
ياسر الزهار رائد أعمال بمشروع جدتي

فى الربع الأخير من عام 2013 ارتفعت نسبة البطالة إلى 13% بعد أن كانت 12.5%، وهو ما يعنى أن أكثر من 162 ألف مصرى فقدوا وظائفهم خلال الشهور الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، بحسب مركز دعم واتخاذ القرار.

وشهدت سوق العمل تدهورًا حادًا منذ بدأت الثورة فى بداية عام 2011، حيث كانت البطالة عند مستوى 8.9%، لتبدأ رحلة ارتفاعها منذ بداية الثورة، وتصل حالياً إلى الذروة عند مستويات 13%، حيث يوجد فى مصر حالياً 3.5 مليون عاطل عن العمل من بين 27 مليون شخص يشكلون القوة العاملة فى البلاد، إلا أن المشكلة تتركز فى فئة الشباب حيث إن 74% من الشباب المصريين ممن هم دون الثلاثين عاماً يعانون من البطالة، ولم يتمكنوا من الحصول على وظيفة، وتشير إحصائية مؤسسة «نيلسن» للأبحاث الصادرة فى يناير 2014 إلى أن 51% من عدد سكان مصر من الشباب أقل من 30 عامًا، ما ينبئ عن وجود أزمة حقيقية تلوح فى الأفق إذا ما سارت الأوضاع لما هو عليه.

مجموعة من رواد الأعمال الفائزين في إحدى المسابقات الداعمة للمشروعات الصغيرة
رواد أعمال

وتمثل جيوش العاطلين عن العمل المأزق الأكبر، الذى يواجه الاقتصاد المصرى، فى الوقت الذى تشهد فيه البلاد ركوداً اقتصادياً فى مختلف القطاعات، وتشهد الأوضاع المعيشية تدهوراً، بسبب تراجع سعر صرف الجنيه المصري ما أدى إلى ارتفاع كبير فى أسعار السلع، والعديد من المواد الأساسية.

تأتى أهمية فتح باب المشروعات للشباب، وفتح باب الأمل لديهم وسط تفاقم الأزمات الاستثمارية داخليا وخارجيا، وعجز الدولة على الاستيفاء بالتزاماتها بهذا القطاع الكبير.

إن حجم الاستثمارات الأجنبية بلغ نحو 301 مليون دولار خلال العام المالى الجارى، وهو رقم متواضع جدًا، وتقول وزارة الاستثمار أنها تستهدف توفير ما يتراوح بين مليون و1.3 مليون فرصة عمل خلال 7 سنوات مقبلة من خلال مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية.

وعن أهمية الشباب وأفكارهم قالت دينا المفتى، المديرة التنفيذية لمنظمة «إنجاز مصر»، إن دول الربيع العربى تمر بعملية تحول عميقة وشاملة، ومن المهم الآن تزويد الجيل الشاب بآفاق للعمل، ونظراً لأن 70% من الشركات الصغيرة والمتوسطة هى التى تحدد شكل الاقتصاد المصرى وتمثل 60% من نمو إجمالى الناتج المحلى ليس فقط فى مصر، ولكن فى أنحاء المنطقة، فإننا نعتقد أن الشباب العربى يجب أن يلعب دور الباحث عن العمل من خلال السعى لشق طريقه المهنى فى ريادة الأعمال، وبدء مشاريعه الخاصة.

وقالت غادة حافظ، مديرة برنامج ريادة الأعمال والابتكار فى الجامعة الأمريكية: «تتطلب ريادة الأعمال كل الدعم من جميع قطاعات الدولة فى مصر، مثل قطاعي التعليم والأعمال، نحن نعمل بكل جهد للحصول على دعم لتمكين أصحاب المشاريع، ولتزويدهم بالموارد اللازمة لانطلاق مشاريعهم. نجاح تلك المشاريع هو جزء لا يتجزأ من الانتعاش والنمو الاقتصادى فى مصر».

لكن تبقى البدايات هى الأصعب، لتقوم الحكومة والمسؤولون بالدور اللازم لاستكمال تلك الأفكار والشركات الناشئة والتى لم يمر على إحداها عام واحد فقط لتصبح مشروعات حقيقية تعيش وتثمر لهم ولمن حولهم، لتؤكد أن الشباب الذى صنع الثورة قادر على صناعة المستقبل.

You are not authorized to see this part
Please, insert a valid App IDotherwise your plugin won't work.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.